منظمة «باكس» للسلام تدعو لدعم المجتمع المدني السوري

منظمة «باكس» للسلام تدعو لدعم المجتمع المدني السوري
سوريا- أرشيف

طالبت منظمة باكس، كبرى منظمات السلام في هولندا، الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء بإعطاء الأولوية لدعم المجتمع المدني السوري والناشطين المدنيين. 

وأكدت المنظمة، في بيان نشرته اليوم الأربعاء، أن هؤلاء الناشطين يمثلون قوى محورية في عملية الانتقال السياسي الشامل بقيادة سورية، مما يستوجب الاستماع إليهم والاستجابة لمطالبهم.

وشددت على أن نجاح التحول الديمقراطي يتطلب البناء على التجارب السابقة والاستفادة من عزيمة الناشطين السوريين، الذين ظلوا ملتزمين برؤية سوريا عادلة وحرة.

فرصة للانتقال الديمقراطي

وفقا للبيان، شهدت سوريا أكثر من خمسة عقود من الحكم الاستبدادي، تلاها عقد من الصراع الذي أدى إلى انهيار نظام الأسد بصورة متسارعة، ومع رحيل النظام وتشكيل حكومة تصريف أعمال بقيادة أحمد الشرع، برزت فرصة حقيقية لإرساء نظام سياسي جديد وإعادة بناء المؤسسات الوطنية.

واستغل الناشطون السوريون ومنظمات المجتمع المدني هذه اللحظة التاريخية لاستعادة دورهم في رسم ملامح المستقبل، وسعوا إلى ضمان عملية انتقالية بقيادة سورية، تفضي إلى دولة سلمية، شاملة وديمقراطية.

واعتبرت منظمة باكس أن هذا المسار يتماشى مع المصالح الاستراتيجية الأوروبية، مما يجعل دعمه أولوية سياسية وإنسانية.

مسؤولية دعم التحول الديمقراطي

شددت منظمة باكس على ضرورة أن يدرك الاتحاد الأوروبي والحكومات الأوروبية أهمية هذه المرحلة الفارقة، وأن يبذلوا جهودًا ملموسة لدعم الناشطين المدنيين ومنظمات المجتمع المدني، وتعزيز مشاركتهم في عملية الانتقال السياسي.

وأوصت المنظمة بتمكين الفئات المستبعدة والمهمشة، لا سيما النساء، لضمان انتقال ديمقراطي حقيقي وشامل.

يذكر أن الاتحاد الأوروبي، قرر في 24 فبراير 2025، رفع جزء من العقوبات المفروضة على سوريا، في خطوة تشير إلى انفتاح نحو دعم التحول السياسي، كما سيعقد مؤتمر بروكسل للمانحين في 17 مارس، حيث سيجمع ممثلين عن الاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، والجهات المانحة الدولية، لمناقشة سبل تلبية الاحتياجات الإنسانية ودعم العملية السياسية في سوريا.

ويترقب المجتمع المدني السوري هذا المؤتمر باعتباره فرصة لتعزيز حضوره في المشهد الدولي، وفي نفس الأسبوع سيصدر البرلمان الأوروبي قرارًا بشأن سوريا، مما يجعل هذه الفترة مفصلية في رسم ملامح الاستراتيجية الأوروبية تجاه الأزمة السورية.

دور المجتمع المدني

منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، لعب المجتمع المدني دورًا رئيسيًا في تقديم المساعدات الإنسانية، وتوثيق الانتهاكات، وتعزيز ثقافة حقوق الإنسان، ورغم القمع والضغوط الأمنية واصل الناشطون السوريون جهودهم لبناء مؤسسات ديمقراطية تحترم حقوق المواطنين.

ومع تعقيد النزاع السوري وتعدد الفاعلين الدوليين والإقليميين، ازدادت الحاجة إلى دعم المجتمع المدني لضمان تمثيل جميع الأصوات في أي عملية سياسية مستقبلية. 

وترى منظمة باكس أن القرارات المرتقبة من الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي في الأسابيع القادمة ستكون حاسمة في تشكيل مستقبل سوريا، والمساهمة في إحلال سلام مستدام وشامل في البلاد.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية